رام الله- العهد - قال محمد دحلان عضو اللجنة المركزية والمفوض الإعلامي لحركة فتح إن الانتخابات في موعدها هي كلمة الفصل لإنهاء التجاذبات التي وصلت حد التخوين الذي مارسته وتمارسه حماس.
وأضاف في لقاء خاص مع 'وفا' اليوم، يجب أن نغير هذه الثقافة، لذلك فإن الاحتكام والعودة إلى الشعب هو الأساس والمخرج الديمقراطي والقانوني الذي يجب أن نحتكم إليه.
وأشار دحلان إلى أن حركة فتح ردت على الورقة المصرية، وكذلك ردت اللجنة التنفيذية ردا جماعيا ممثلة عن كافة الفصائل، وركز الرد على الموافقة المبدئية على الورقة المصرية على ألا تؤثر في القانون الأساسي، لأن الرابط الوحيد الآن للنظام السياسي في السلطة الوطنية هو القانون الأساسي الذي لا يجب تجاوزه، وبالتالي هذا يتطلب إصدار مرسوم من السيد الرئيس محمود عباس في الخامس والعشرين من الشهر الجاري من أجل تحديد موعد الانتخابات.
وأضاف: في لقاء السيد الرئيس عباس مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، أمس، تم التوافق على أن تعرض الورقة المصرية بشكل نهائي على حركة فتح في العاشر من الشهر الجاري، وسندرسها بروح ايجابية ونرسل وفدا للقاهرة من أجل لقاء الفصائل الفلسطينية لاستكمال النقاشات حول الورقة، ونأمل أن توقع هذه الورقة في 26 من الشهر الجاري كما حدد الإخوة في مصر، ولكن أرجو ألا يكون هناك أي تغيير على جوهر الورقة الأولى التي تسلمناها، خاصة بعد زيارة خالد مشعل إلى القاهرة، وأن تكون صيغة الوئام والتوافق هي الأساس، ولكن مع مراعاة إصدار المرسوم في موعده، لأنه لا يحق للرئيس أن يكسر القانون الأساسي، ولا يحق لأحد أن يغير القانون الأساسي.
وقال: ما يحكم موقفنا في حركة فتح هو النصوص، ولذلك ردنا الايجابي على الورقة المصرية كان منطلقا من هذا الأساس: المحافظة على القانون الأساسي، وتحديد موعد الانتخابات، ووضع أسس لشراكة سياسية حقيقية.
وأعرب عن أمله بتوقيع اتفاق المصالحة الوطنية في السادس والعشرين من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن هذا سيكون مرهونا بتسلمنا للورقة المصرية ودراستها بعناية حتى لا تكون هناك تغييرات عليها.
وقال: نحن ندرك أن آخر شيء تريده حماس هو الذهاب للانتخابات، نعرف ذلك، ونحن نقول في حركة فتح إن الانتخابات هي حبل الإنقاذ الوحيد لكل النظام السياسي الفلسطيني.
وأضاف: إذا أرادت حماس أن تكيل التهم للرئيس أو إلى حركة فتح أو أي فصيل آخر، فهذا لا يفيدها. الانتخابات هي الأساس.
وقال مخاطبا قيادة حماس: إذا كنتم تمتلكون القدرة الكافية للانتصار في الانتخابات فلنذهب إلى هذه الانتخابات، وإذا فزتم سنسلم لكم كل شيء وإذا فزنا فلن نأخذ كل شيء بل سنعود للقواعد الأساسية والوطنية التي احتكمنا إليها في حركة فتح على مدى 40 عاما، في أننا نريد نظاما سياسيا قائما على الشراكة بين كل القوى والفصائل، ولكن على أساس سياسي متين قائم على فكرة حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.
وأضاف دحلان: نأمل أن تجرى الانتخابات في موعدها الدستوري، وإن لم تجر فنحن في أزمة حقيقية، ولا يجب أن نترك حماس تقرر متى وكيف تجرى الانتخابات. لدينا موعد دستوري حسب القانون الأساسي، والقانون الأساسي ليس خطابا سياسيا بل هو الناظم لعلاقاتنا الداخلية، وبالتالي الانتخابات هي الفيصل ومن يريد أن يعطلها عليه أن يتحمل المسؤولية الكاملة.
وقال: نحن في حركة فتح جاهزون للتسليم بهذه القواعد، نذهب للانتخابات، فإذا أراد الشعب أن يعيد حركة فتح فليكن، وإذا أراد أن يجدد لحماس فليكن، ولكننا في فتح نعاهد شعبنا إذا نجحنا وسننجح في هذه الانتخابات، أن نعيد صياغة الحكومة والعمل الفلسطيني على أساس من الشراكة وعلى أساس سياسي قائم على الاستقلال الوطني على حدود الرابع من حزيران 1967.
وأشار إلى أن تجربتنا مع حماس تجربة مريرة، وما يعزز هذه التجربة المريرة الأسلوب الدائم في التخوين.
وحول تقرير غولدستون بشأن الحرب على غزة، أكد دحلان أن آخر تنظيم في الدنيا يتحدث عن تقرير غولدستون هو حماس التي شككت فيه منذ البداية، وقالت أن التقرير يساوي بين الضحية والجلاد، وهي التي قالت إن رئيس اللجنة هو صهيوني ولا يجب أن يكون رئيسا للجنة، والأهم من ذلك أنه يدين إسرائيل ويدين حماس بارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن هذه الفهلوة السياسية ومحاولة تسجيل النقاط لا تفيد في تأسيس ووضع أسس لعلاقة طيبة.
وحول ما يجري في القدس اليوم، قال إنه عنوان للمعركة القادمة بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، ونحن لا نسمع من حماس أي شي عن القدس فقط نسمع تخوينا للرئيس محمود عباس. القدس تهود لا بأس من وجهة نظر حماس، المستوطنات تضخم وتسمن لا بأس، المهم أنهم يريدون التخلص من الرئيس، فكرة الخلاص من الرئيس من وجهة نظر حماس، تتلاقى تماما مع وجهة نظر إسرائيل، الطرفان يعملان بشكل حثيث للخلاص من شرعية الرئيس حتى لا يكون هناك عنوان سياسي للشعب الفلسطيني.
وأكد دحلان أن اللجنة المركزية لحركة فتح تتابع ما يجري في القدس وتأخذه باهتمام شديد، لأن معركة القدس فتحها نتنياهو كما فتحها شارون قبله، وإذا اعتقد نتياهو أنه بسياسة الأمر الواقع سيسمح للمستوطنين ويغطيهم ويحميهم بقوات جيش الاحتلال للصلاة بالأقصى، فإن هذا سيكون كلمة سر للتفجير في المنطقة.
وأضاف: نحن نتابع لحظة بلحظة ما يجري بالقدس، وهناك اجتماعات على مستوى القاعدة مع أعضاء من اللجنة المركزية لفتح، لتحديد فعاليات سلمية للدفاع عن القدس. هذه المعركة الحقيقية لحركة فتح الآن