واصل عرفات ورفاقه في "فتح" نشاطاتهم وتحركاتهم واتصالاتهم تحضيرا لبدء مرحلة الكفاح المسلح. وفي اجتماع عقد بالكويت في شباط /فبراير 1963 انتخب فيه الأعضاء العشرة للجنة الـمركزية لحركة "فتح"،كان عرفات في طليعتهم و متحمساً لانطلاق الكفاح الـمسلح، ولكنه كان يشكل مع مؤيدي هذا الرأي أقلية : فقد وقفت الأغلبية مع خالد الحسن الـمعتدل، الـمؤيد لفكرة التريث،على أمل الحصول على دعم البلدان العربية.
وفي غضون ذلك عقد جمال عبد الناصرفي القاهرة أول مؤتمر قمة عربية في كانون الثاني/يناير من العام 1964، ومن ضمن ما تمخضت عنه القمة قرارا ينص على " دعم الكيان الفلسطيني" على الصعيدين السياسي والعسكري من خلال إنشاء مؤسستين هما: منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني.وتم اختيار أحمد الشقيري ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية لمتابعة القرار،ودعا الشقيري إلى عقد المؤتمر التاسيسي لمنظمة التحرير ـ المجلس الوطني الفلسطيني- من 28 أيار /مايو إلى 2 حزيران /يونيو 1964 في القدس، التي كانت خاضعة للسيادة الأردنية منذ جرى ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية في العام 1949.
حضر ياسرعرفات وخالد الحسن المؤتمر كممثلين عن الفلسطينيين في الكويت وكمال عدوان ممثلا للفلسطينيين في قطر، وأحمد أبو ستة ممثلا للفلسطينيين في القاهرة.. وخليل الوزير ممثلا للفلسطينيين في الجزائر.وخرج المؤتمر بوثيقة مهمة بالنسبة للرأي العام الفلسطيني هي: الـميثاق القومي الفلسطيني الذي عدله الفدائيون في العام 1968 وأصبح يدعى:الميثاق الوطني الفلسطيني.